روايات شيقهرواية اين انا

رواية اين انا الفصل التاسع والعشروين 29 والأخير

الأخيرة….

-من يتصل بكِ

-دي الدكتورة النفسية بتأكد علي معاد الجلسة بكرة

-هل ما زلتي بحاجة إليها

-لا بس هي حاسة اني مش كويسة لسه وانت عارف أنها صديقتي من سنين ف خوفها عليا ذيادة شوية

-حسناً كما تشائين لنتناول عشائنا اللذيد

-أمي المعكرونة شهية كالعادة سلُمت يُمناكِ

-بألأف هنا ياجوري…..سليم حبيبي كُل بأيدك اليمين ياماما

-حاضر

خلصوا عشا خلت ضحى اوضت ولادها عشان تخليهم يناموا

ولكن لقيت جوري مخبية حاجة ورا ضهرها

قربت منها وبدأت تتكلم براحة

-جويرية اي الي ورا ضهرك ده

-………..

-قولي الصراحة وماما مش هتزعل

-أتعديني؟

-أعدك ياستي اي الي معاكي

طلعت جويرية ايديها من ورا ضهرها براحة وهي ماسكة كتاب مذكرات ضُحى

-أردتُ قرأتها فقط

أبتسمت ضُحى بحب وحضنتها

-أعلمُ أنكِ غاضبة مني ولكن فضولي يأخذني لمعرفت ما بداخلها…….أرجوكِ أمي دعيني أقرائها مرة واحدة

-ماشي

-موافقة؟

-اه بس انا الي هقرائها

-حسناً

فتحت ضُحى المذكرات وبدأت تقرأ كل الي مرت بيه في القسطنطينية من اول مرة فتحت عيونها في القصر لغاية ما وصل سُليمان لبيت الأقحوان ولقاه والع نار

-وماذا حدث بعد ذلك هل دخل والدي الي منزل الأقحوان وقام بأنقاذك؟

-لا الي حصل غير كده خالص

Flash back

وصل سُليمان بيت الأقحوان وكانت النار خارجة منه

قلبه أتقبض وجحظت عيونه

دخل يجري وهو خايف من أنها تكون عملت في نفسها حاجة عشان تنقذه

عيونه كأنها بتترجي النار متكونش أذتها

فضلت يصرخ بكل قوته وبأعلى صوته عليها

-ضُحاااااا…..أين أنتِ…….أجبيني …….أين عليٰ البحث عنكِ

-سُليمان أنا هنا

للحظة وقف مكانه بص حواليه بيدور عليها لغاية ما لقاها واقفة بعيدة الي حد ما عنه ومولعة نار قدامها

جري عليها وهو بيمسح عيونه عشان يقدر يشوفها

حاول يطفي النار الي بينهم عشان يوصلها

-لا لا مطفيهاش

-كيف؟

-انا وصلت لحل من غير ما حد فينا يبعد عن التاني

-لا أفهم ما تقصدين؟

-ضُحى الحقيقية أتوفت المفروض أن لعنتها تموت معاها بس انا حاسة أن وجود مذاكراتها هو السبب

-؟؟؟؟

-يعني لو أتخلصنا من كل مذكراتها ممكن اللعنة دي تنتهي يا سُليمان

كان باصص ليها بخوف واستغراب

-انا ولعت في كل المذكرات مش فاضل غير واحدة بس

-ولكن…..

-أخر مذكرة الي سيباها والدتها هي الي فاضلة

-ضُحى لا لا تفعلي ذلك

ومن قبل ما يكمل كلامه كانت رمت المذكرة الأخيرة في النار

-لاااااااااا

صرخ سُليمان بصوت عالي لدرجة أنها أتخضت منه

-سُليمان أهدى

-أنتِ لا تدري ماذا تفعلين

-سُليمان أنا اسفة بس انا بحاول أنقذنا

-اي أنقاذ هذا أنتِ تقتُلين نفسك

-أزاي يعني

ومن قبل ما تكمل كلامها لقيت أطراف صوابعها بدأت تتلاشى وتختفي

-اي ده

-هذا ما وددتُ تحذيرك منه

بمجرد أحتراق أخر صفحة في هذه المذكرة ستذهبين معها وتختفين أيضا

فضلت تبكي وهي باصة ليه

كانت عيونها كلها ندم واسف

وكانت عيونه حسرة ومرارة

-أنا أسفة

-كيف تفعلين ذلك بي

كيف لي العيش بدونك ضُحاي

-يكفي أنك هتكون بخير

-الخير هو أنتِ والعيش بدونك وفاة

كيف ليٰ أن أحيٰ بدونك

-حاول تعيش عشاني

انا دائماً هبقي موجودة في قلبك وروحك

بدأ جسمها كله في التلاشي

بصت عليه وهي منهارة

-مش هنساك أبدا ولا عيوني هتشتاق لحد غيرك

واختفت………

صرخ سُليمان بكل قوته

كانت الدنيا حواليه فاضية وباهتة

كأن كل حاجة ماتت حواليه عاش أيام وشهور وسنين في اوضتها من غير ولا كلمة مع حد

كان دائماً يقرأ مذكراتها كل ليلة وينام والدفتر بتاعها في حضنه

منة الله هجرته واتنازل ليها عن العرش وخلاها تتولى إدارة القسطنطينية

عدى خمس سنين وهو بنفس حالته وأذداد سوء

بقي شخص كئيب وهزيل

لحيته طويلة وهدومه مبهدلة

جسمه ضعيف أوي

الاوضة حواليه بقت حزينة وكئيبة هي كمان

لغاية ما في ليلة البرد كان شديد

لدرجة أن الهوا وقع الشمعة الي كان مولعها عشان تنور ليه وهو بيقرأ الدفتر للمرة الألف

وقعت الشمعة علي الدفتر وبدأت تاكل فيه

حاول يطفيها وهو بيبكي وبيقول

-أرجوكِ ياربي أن تتطفأ النار

يكفي أحتراقي أنا أكادُ أعيش علي كلماتها ياربي

كان بينحب ويبكي زي الأطفال

لغاية ما لقي ايديه بدأت تتلاشى

أفتكر الي حصل معاها وأبتسم للحظة

-ربما سلنلتقي

……………………

كانت قاعدة علي البحر وماسكة الكاميرا بتاعتها بتتفرج علي صوره وهي بتبكي

-يمكن نتقابل

فجأة لقيته واقف قدامها وهو بيبكي للحظة أنصدمت

-أشتقتُ لعيناكِ ضُحاي

ردت عليه وهي بتعيط

-أشتاقت عينان ضُحاك لرؤيتك

Back

-وماذا حدث بعد ذلك

-ولا حاجة حكالي علي السنين الي عاشهم من غيري وكان حالي نفس حاله

وبعدها بدأت أفهمه شكل الزمن الي عايشين فيه وأزاي يتعامل معاه وبعدها بسنة أتجوزنا وجبنا أشقى قطقوطة في الدنيا

يلا بقي علي النوم عشان مدرسة الصبح

باست ضُحى بنتها وغطت أبنها كويس وخرجت من الاوضة

-هل نامت

-لما سمعت القصة كلها

-تُشبه أباها

-وأنا بحبها هي واباها

-لا أصدق الي الأن أنكِ أمامي

أريد التعافي من الخمس السنوات الذي قضيتهم بدونك

قربت منه وحضنته

-أنا هنا دلوقتي وفي حضنك وكل الي عدى أنساه

تاني يوم الصبح

-يلا ياجوري وياسليم عشان بابا مستني عشان يوصلكم

-هل ستُنهي الكتاب

-اه محتاج بس شوية تعديلات أخلصها وأبعته الشركة تطبعه

-أعانكِ الله

-اه صحيح أحتمال أعدي علي الدكتورة أخد الجلسة

-حسناً سأذهب الأن لتوصيل الأولاد أراكِ مساءا ضُحاي

خرج سُليمان والاولاد من البيت

فتحت اللاب توب بتاعها واشتغلت علي الرواية شوية

عدت ساعتين وجهزت عشان تخرج لمعاد الدكتورة

………….

-بقالك فترة مجيتيش

-عادي كنت حاسة نفسي أتحسنت

-مينفعش يا ضحى كده لازم تنهي جلاساتك كلها

-أنا بجد كويسة وحياتي الحمد لله اتعدلت كتير

-برضه أرجوكي حاولي تسمعي كلامي

تلفونها عمل صوت وصول رسالة

-عفوا لحظة

-اكيد براحتك

عدي دقيقتين

-ها ممكن نكمل

-اه اسفة

-ولا يهمك…….ممكن اعرف الرسالة من مين

-من سُليمان

سكتت الدكتور لحظة بيأس وزعل عليها

-ضُحى أنتِ لسه يتشوفي ناس عايشة معاكي في الشقة

-بتخيل؟

-ضُحى حالتك بقيت صعبة مينفعش كده وضعك بقى صعب

ضُحى أنتِ مش مخلفة ولامتحوزة ولا في حد عايش معاكِ من وقت وفاة والدتك

أحساسك بالذنب بسبب موتها

خلق شخصيات وهمية في عقلك

وحدتك خلتلك تألفي سيناريو وتعيشي فيه كمان

أرجوكِ خليني اساعدك أنا بحبك ووضعك ده واجعني عليكي في أيدك تفوقي من الوهم ده بس أنتِ الي مصره تكملي فيه

-أنا همشي بعد اذنك

-ضحى است….

-وياريت دي تكون أخر جلسة لأني مش هاجي تاني……….

رجعت ضُحى بيتها وهي متضايقة من كلامها فضلت تعيط علي حالها كتير فكرت في كلام الدكتورة وأنها لازم تفوق فعلا…..

فجأة بصت في الساعة وأبتسمت

-سُليمان زمانه علي وصول هو والولاد هقوم أحضر الغدى

الباب خبط….قامت فتحت وكان سُليمان

-ماذا قررتي؟

-أفضل الوهم علي الوحدة…….

الامراض النفسية كتير اوي ومُهلكة ممكن تعيشنا سنين في وهم

المرض النفسي مش وصمة عار ولا حاجة مُخلة بالأدب

دوروا علي نفسكم ونفسيتكم

جايز النهاية مش لطيفة بس بنات كتر بتعيش كده

عالجوا نفسكم ونفسيتكم ومتعشوش الوهم لأي سبب من الأسباب…….

ضُحى ربيع

#أين_أنا

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه قرية الجحيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى